بالله عليك.. بالله عليك
- ومحدثنا على الطرف الآخر من الهاتف يكيل لنا اللعنات والحديث والصراخ وهو يتحدث عن كادقلي التي تصبح مسيحية.
- [القرير] الذي استُلمت جبال النوبة على يديه.. هل تعلم كيف كان يعمل؟ لم يكن لديه ديوان زكاة ولا وزارة شؤون.. كل الأمر هو أنه كان [يدخل] البيوت.. بيتاً بعد بيت.. يحدث الناس.. يحدث
- ويصارع مجلس الكنائس العالمي وبريطانيا من خلفه.
- ويوم يلتفت الانجليز ليطردوه يحميه الناس.. والمفتش يجعل القرير في ناحية ويجعل مندوب الكنيسة في ناحية ويقول للناس
: من أراد الشيخ القرير .. فليذهب اليه.. ومن أراد القسيس فليذهب اليه
- في اللحظة التالية كان الحضور كلهم يندفعون إلى محمد الأمين القرير.
- والقسيس [يدق الدلجة] مغمى عليه.
- اليوم لو أن ديوان الزكاة يرسل الناس ليدخلوا البيوت فهي كل شيء.
- أرسلوا وجوه الناس في كادقلي وحولها.. والدعاة.. والمعلمين والشخصيات وضباط الجيش والشرطة وكل من يستطيع أن يحدث الناس عن دين محمد صلى الله عليه وسلم.. وليدخلوا البيوت.. البيوت وليس الميكروفونات والصيوانات.
- أرسلوا الشباب والنساء محروسين بالأمن والشرطة.
- السعي بين الصفا والمروة هو إظهار للقوة يا ناس.
- والمتحدث يودعنا بالشتائم لأننا نضيع البلاد
- ومجلس الكنائس العالمي الذي يلتقي سراً في ديسمبر الماضي حول السودان يجد أن [الحقائق على الأرض] تجعله يقسم السودان إلى مناطق أربع
- الأولى هي الخرطوم والجزيرة والشمالية
- ومجلس الكنائس يجد أنها منطقة [ميئوس منها تماماً] حيث لم ينجح المجلس في تنصير أحد على امتداد السنوات
- ثم منطقة هي أقصى الشرق في السودان وأقصى الغرب
- وقراءة المجلس تضع المناطق هذه في المنطقة الصفراء.. حيث [لا تنصير الآن هناك .. ولا يأس]
- ثم الجنوب .. ومجلس الكنائس يهنئ نفسه ــ مع وجود لكن [لكن]!!
- ثم حدود 1956 التي تعتبر الآن مزارع للكنيسة.
- ومجلس الكنائس يخصص ميزانية مذهلة للعمل هناك.. هذا العام
- وكادقلي الآن تصبح نموذجاً يئز النحل فوق سمائه
[2]
- والأسبوع الماضي كان الكاتب محمد خير البدوي يقص حكاية فتاة في أم درمان أيام الإنجليز
- الفتاة تنجح الكنيسة في تنصيرها عام 49
- والغضب في الخرطوم يجعل لندن ترفع أذنيها .. وتستعيد وصية كتشنر في خطاب مشهور لحكومته
وكتشنر كان يقول لحكومته [لا أنصح أحداً بالتبشير المسيحي في وسط وشمال السودان.. إنهم متعصبون وخطرون جداً]
لكن ملاحظة صغيرة يوردها السيد البدوي في ذيل حكاية الفتاة المتنصرة كانت تقول
- [والإنجليز بكل ما عندهم وطوال نصف قرن لم ينجحوا في تنصير سوداني مسلم واحد.. إلا هذه الفتاة]
- لكن ملاحظة أخرى قاسية تعيد تفسير الأحداث وتكشف ما يدبر
- وكتاب [السلطة والثروة ] في السودان يقص أن آل المهدي والميرغني وقادة الأحزاب كانوا يتلقون دعمًا ضخماً من الإنجليز
- وآل المهدي كانوا يستلمون الأموال والأرض بحجة أنها [أموالنا رُدت إلينا].
- بينما العيون الماسونية الماكرة كانت تعرف خطة الصين مع جنكيزخان
- والصين حين يداهمها المغول جنكيزخان وجيشه تستقبلهم / ليس بالجيوش والسلاح / بل الصين تستقبل المغول بجيش من الجواري والحمامات والطعام والدفء والمتعة.
- والمغول ينغمسون في المتعة وينسون كل شيء
- الإنجليز كانوا يعرفون أنه لا شيء يكسر الجهاد في السودان إلا.. المال.. والنعيم
- وحتى قريب كان [الأنصار] يحتفظون بالشحنة الجهادية المتفجرة.. لكن
- واحد من شيوخ الأنصار حين يسمع أن ابنه كرار وكان أحد المثقفين في الخرطوم تعرض لضرب عنيف جداً من رجال الأنصار.. لأنه كان ينتقد بيت المهدي يهبط من قريته إلى دار السيد عبد الرحمن ليحدث السيد عبد الرحمن بغضب وعتاب.. الرجل [الإمام كان يلوم السيد عبد الرحمن بشدة على أن الأنصار لم يقتلوا ابنه واكتفوا بضربه.
- والرجل يعود إلى قريته دون زيارة لابنه في المستشفى
- لكن الحماس السوداني هذا لدين محمد صلى الله عليه وسلم يحاط به
- وكادقلي اليوم ومناطق أخرى بعيدة تكتسحها الكنائس.
- وسلطان الأستانة في أوائل القرن الماضي حين يستقبل المجاهد القوقازي [شامل] يرفض شامل أن يصافحه.
- وشامل الذي قضى سنوات قاسية وهو يقاتل القياصرة تحت الجليد ويستنجد بالخلافة دون جدوى ينظر إلى القصر الفخم حول السلطان ويقول
: لو أن جلالتكم كنتم ترسلون إلينا كل يوم لقمة واحدة لمجاهد واحد.. أو حذاء لمجاهد يأكل الجليد أصابعه لما هزمنا
- وكادقلي لعلها تقول شيئاً مثل هذا لديوان الزكاة.. قريبًا.